يعيش أغلب فقهاء المساجد بالمناطق الجبلية والعالم القروي عموما، معاناة قاسية وظروفا جد صعبة بسبب التعويضات والاجور الزهيدة الذي يتقضاونها، بل هناك ما أفنى زهرة عمره في هذه الخدمة دون ان يوفر ولو سنتيما واحدا، وهناك من يعيش بعيدا عن اولاده ومنزله، ويقيم في سكن داخل المسجد التي يشتغل فيها، دون أن يتم التفكير في تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية البئيسة، لحفظ كرامتهم وإغناؤهم عن البحث عن أعمال أخرى، تؤثر سلبا على التزامهم وانضباطهم في عملهم الأصلي.
هذا في الوقت، الذي لا يجادل أحد في الدور المهم الذي يقوم به هؤلاء الفقهاء داخل المجتمع، وهو دور لا يقل أهمية عن دور رجال الأمن والقضاء والجيش.. فخدام بيوت الله هم الذين يسهرون على السير العادي والمنتظم لمرفق اجتماعي- ديني أساسي، وهو المسجد، من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الروحي بالبلاد، ولذلك فإن الدولة مطالبة بإعادة النظر في تعاملها مع هذه الفئة، ورد الاعتبار لها، بتحسين أوضاعها المادية، حتى تقوم بمهامها في أحسن الظروف.