العظماء رجال خلدهم التاريخ أحياء أو حتى بعد مماتهم، نعم لا تزال الذاكرة الجماعية لساكنة دائرة ايغرم بعد أزيد من خمسين سنة خلت على رحيله عن المنطقة تتذكربمداد من الفخروالاعتزاز المرحوم بلحارثي العربي أو ” القايد العربي” كما يسمونه، قائد ملحقة ايغرم أو”قيادة إيغرم” التي التحق بها في شهر غشت 1966م قادما إليها من الخميسات. ملحقة أو “قيادة إيغرم” آنذاك كانت مترامية الأطراف إذ يمتد نفوذها الترابي والإداري ليشمل إضافة إلى جميع الجماعات الحالية المشكلة لدائرة إيغرم جماعة تكموت وجماعة خميس إسافن التابعتين حاليا لإقليم طاطا. نعم كان القائد العربي رجل السلطة الوحيد الذي كان يدير لمدة ست سنوات (من 1966م إلى 1972) كل هذا المجال الترابي المترامي الأطراف.
لم يكن القايد العربي رجل سلطة فحسب بل كان رجل تنمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتكفي السنوات الستة التي قضاها على رأس قيادة ايغرم حاملا مشعل التنمية فيها ليبقى اسمه محفورا للأبد في الذاكرة الجماعية المشتركة لساكنة الأطلس الصغير الأوسط قاطبة، فالأوراش التي كانت محض أفكاره والتي أشرف على إنجازها كانت كافية لتجعل شهرته تطبق الافاق – والتي على سبيل المثال لا الحصر- لعل أبرزها شق الطريق المؤدية إلى طاطا على طول 32كلم (1) والطريق المؤدية إلى تكموت على طول 42كلم(2) إضافة إلى كونه المصمم والمشرف على بناء سوق بلدية ايغرم الحالية على الشكل العصري الذي يبدو عليه حاليا بعدما جرف جميع الدكاكين المشكلة للسوق بشكل كامل. قاد القائد العربي قاطرة التنمية في ملحقة ايغرم في مجالات تنموية متعددة بحنكة وحكامة بالغتين، فبالإضافة إلى شق مجموعة من الطرق لفك العزلة عن مجموعة من الدواوير قام ببناء مجموعة من الأسواق والمستوصفات والسدود والمطفيات والسواقي والصهاريج المائية والمطفيات… مجالات تدخله توضحها بشكل مفصل رسالة الشكر والرضا المرفوقة بالمقال التي خصه بها المرحوم الشيخ ماء العينين الساكن أنذاك بدوار إيغرم المؤرخة بتاريخ 20 يوليوز 1970.
الإحالات:
(1) و(2)رسالة شكر ورضا من المرحوم ماء العينين لقائد ملحقة ايغرم بلحارثي لعربي بتاريخ 20 يوليوز 1970