أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بجرائم الأموال الابتدائية بالرباط، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس (الأربعاء)، حكما بسنتين حبسا موقوف التنفيذ في حق البرلماني المثير للجدل عبد النبي عيدودي المنتمي لحزب الحركة الشعبية عن دائرة سيدي قاسم، وصاحب المقولة المشهورة بأن حزبه لا يريد حكومة “جشة عشة هشة بشة” أمام المؤسسة التشريعية، بعدما اقتنعت بجريمة تبديده للمال العام، بعد منحه سبعة ملايين للفنان عبدالعزيز الستاتي بمهرجان نظير سهرة، وأدائها له بطرق ملتوية من قبل البرلماني ذاته الذي كان يرأس الجماعة الترابية للحوافات بإقليم سيدي قاسم.
وقضت الغرفة في حق صاحب مقولة “الحولي بكرونو سايك رونو”، الاثنين الماضي، أمام رئيس الحكومة بمجلس النواب، في سياق انتقاده لغلاء أكباش عيد الأضحى، بغرامة 5000 درهم لفائدة خزينة الدولة، وتبين من خلال مناقشة حيثيات الملف أن الفنان الراحل محمود الإدريسي والفنانة رشيدة طلال لم يتسلما أي مبلغ بالمهرجان، بعدما جرى التخلي عنهما في آخر لحظة، واحتفظ رئيس الجماعة بالستاتي فقط لإنجاح المهرجان، قبل أن يكتشف معارضوه حيلته، ويلجأ إلى أداء مستحقات الستاتي عبر جمعية دار الطالبة.
ووضع الحكم الاستئنافي البرلماني في موقف محرج أمام حزبه وفريقه بمجلس النواب، وأمام الرأي العام، بعدما اقتنع قضاة الجرائم المالية أن العناصر التكوينية للجريمة المرتكبة ثابتة في حق البرلماني وهو المتصرف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والخبير في الشأن الديني، إذ يتوفر على شهادتين للدكتوراه، ويحضر لدكتوراه ثالثة، كما وضع الحكم حدا لشائعات راجت داخل محكمة الاستئناف.
وتفجرت فضيحة تفويت سبعة ملايين للفنان الستاتي باسم جمعية دار الطالبة، بمهرجان الجماعة، بعدما رفض قابض مشرع بلقصيري صرف منح جمعيات، ولجأت المعارضة إلى وضع شكاية أمام الوكيل العام للملك بالرباط، وجرى اتهام رئيس الجماعة أثناء انعقاد دورة استثنائية بالمصادقة فقط على 10 ملايين سنتيم لدعم مهرجان الحوافات، لكن المستشارين المشتكين اكتشفوا تخصيص 25 مليونا له، والتلاعب في محضر الدورة عن طريق إدراج أسماء جمعيات لم يصادقوا على دعمها.
وفجر مشتك معطيات خطيرة أكد فيها أنه كان يشغل كاتب المجلس الجماعي للحوافات، وأن المجلس خصص عشرة ملايين سنتيم فقط للمهرجان أثناء انعقاد الدورة الاستثنائية، لكن حينما اطلع على المحضر الثاني المزور رفقة باقي المشتكين، اكتشف أنه يتضمن دعم الرئيس لتسع جمعيات بدعوى مشاركتها في المهرجان وهو الشيء الذي لم يناقش ولم يتم التصويت عليه، كما منحت لجمعية للنقل المدرسي خمسة ملايين، رغم فسخ الشراكة معها، لكن الفضيحة التي أثارت الجدل، يضيف المشتكي، في تصريحاته أمام الدرك، اكتشاف أداء سبعة ملايين عن طريق جمعية دار الطالبة لفائدة الستاتي، رغم أن الجماعة خصصت فقط عشرة ملايين للمهرجان، فيما صرف الرئيس 25 مليونا.