أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة آمال الفلاحين بمختلف مناطق المملكة، خاصة تلك الفلاحية التي تعتمد على الأنشطة الزراعية، بعد شهور من الجفاف الحاد، فرغم تأخر التساقطات هذه السنة، إلا أن بعض الفلاحين غامروا بزراعة قطع أرضية شاسعة، ولحسن حظهم أن الأمطار لم تتأخر أكثر، إذ كادوا يضيعون في كميات مهمة من المزروعات.
وليس مزاج الفلاحين فقط من تحسن، بل مسؤولو قطاع الماء أيضا، الذين يعيشون ضغطا غير مسبوق منذ أشهر، دفع بعض المناطق إلى وضع تدابير وقواعد عاجلة لمنع ضياع الماء، في الزراعات المستنزفة له، خاصة أن بعض المدن أصبحت مهددة بالعطش.
ورغم توالي التساقطات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن مخزون المملكة من المياه ما يزال ضعيفا، حسب ما تبينه نشرة وزارة التجهيز والماء، إذ أن السنوات الأربع الأخيرة، مرت قاسية على السدود، إذ يتم استنزاف مدخراتها، دون أن تتجدد تلقائيا بمياه الأمطار، إذ ما نزال بعيدين عن المستوى الذي كانت عليه حقينة السدود في هذا الوقت من العام الماضي، غير أن هذا لا ينفي تحسنا طفيفا في نسب الملء.
وأصبحت بوادر موسم فلاحي جيد تلوح في الأفق، خاصة أن التساقطات الأخيرة، مفيدة في ما يتعلق بالفلاحة، وستعزز أيضا المياه الجوفية، وستساهم في عودة عدد من العيون والأثقاب المائية إلى تزويد السكان بحاجياتهم من الماء، بعد أن نضب عدد كبير منها.
وحسب الأرقام التي توفرها وزارة التجهيز والماء يوميا، بخصوص حقينة السدود، فإن نسبة الملء العام لسدود المملكة إلى حدود أمس (الأحد)، بلغت 24.3 في المائة، وبمخزون يقدر بـ 3909.7 ملايين متر مكعب، في حين كانت هذه النسبة في الوقت نفسه من العام الماضي تصل إلى 34.5 في المائة، بمخزون يصل إلى 5563 مليون متر مكعب.
وبما أن الجفاف ودرجة الحاجة إلى المياه يختلفان من منطقة إلى أخرى، فإن بعض سدود المملكة وصلت إلى نسب مخيفة تقارب الصفر أحيانا، وبالمقابل هناك سدود مملوءة بنسبة تتراوح بين 80 في المائة و100، خاصة سدود الشمال، بالنظر إلى طبيعة المناخ السائد في مناطق وجودها.
المصدر: جريدة الصباح.