مولاي احمد الجعفري
لأول مرة نشاهد في المشهد التلفزيوني الأمازيغي شبه إجماع للنقاد و الجمهور و عموم المتابعين حول رداءة الإنتاج التلفزيوني و ماتقدمه التلفزة المغربية و القناة الثامنة الأمازيغية من إنتاج تلفزي ، حيث استطاع مسلسل إليس ن ووشن خلق شبه إجماع حول فشله ورداءته اضافة لضعف أداء أبطاله من مخرجة و تقنيين و ممثلين و سيناريو وحوار، حيث اخفق هدا العمل في الوصول لقلوب المشاهدين و نجح في خلق الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، مما حدى ببعض أبطاله ممن ينشطون عادة وسط هذه الأخيرة إلى حد تهديد المتابعين و الجمهور باللجوء إلى القضاء ضد كل من انتقد هذا العمل بتهمة التحريض على كراهية عمل فني وابداء رأي بخصوصه بداعي عدم توفر الجمهور على حق النقد ، مما يعبر حقا عن محدودية الفكر و مستوى التحمل لدى هؤلاء ، متناسين( البعض منهم طبعا وليس الكل ) ان من مول هذه التفاهة الرمضانية هو جيوب المواطنين ودافعي الضرائب ومن حقهم ابداء الراي و حرية التعبير دون المساس بخصوصية الآخرين في إطار نقد بناء وهادف الغاية منه الرقي بالأعمال المقدمة وخلق جدل فني إيجابي لما فيه مصلحة المشهد التلفزيوني الأمازيغي، عوض حضر كل من أبدى رأيه السلبي في الموضوع وتهديد الاخر بالقضاء في مشهد سوريالي دراماتيكي يعبر عن ضعف بعض الشخصيات في تحمل الواقع رغم نجاحها وقوتها في أداء ادوار مركبة في المواقع .
ان الرقي بالمشهد السينمائي يلزمنا جميعا فنانين ونقاد وجمهور خلق جدل فني واسع ونقاش هادف حول مسببات الفشل والسعي نحو تجاوزها، اذ لا يمكن لأي منتج او مخرج او فنان ان تطلب منه في أجل يقل عن شهر أن يقدم لك منتوج فني راقي من ثلاثين حلقة مهما بلغت إمكانياته وتطلب منه أن يكون هدا المنتوج في مستوى تطلعات المشاهد ، مهما كانت جودة القصة و السناريو ومهما بلغت تجربة المخرج و الممثلين لكون الوقت المخصص من هذه القناة لطرح العروض لا يسمح بإنتاج عمل فني أكثر قيمة مما هو مطروح حاليا ، فقط لملئ الفراغ لا اقل ولا أكثر .
وخير دليل مسلسل ” اعطار ” الذي أنجز بميزانية اقل الا ان اختصاره على ثمان حلقات فقط جعل من زمن الإنتاج كافي على الاقل لاخراج عمل مقبول شكلا ولو انه لم يرتقي لمستوى الجودة المطلوبة هو نفسه الا انه استطاع حفظ ماء وجه الانتاجات التلفزية الأمازيغية خلال هذا الشهر على قلتها .