في الوقت الذي نرى جميع ملاعب القرب بالمغرب كلها بالعشب الاصطناعي من الجيل الثالث، بالإضافة إلى تعدد الملاعب بالجماعات الترابية الواحدة، تبقى المناطق الجبلية والنائية وشبه الحضرية بإقليم تارودانت الاستثناء السلبي في ملاعب القرب ببلادنا، بعدما قال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي بعظمة لسانه أمام عدسة الكاميرا” تارودانت بريس” طبعا، بعد استفساره من طرف السيد العامل مبروك ثابت ” هاد الملاعب القرب شنو فيهم” الذي تفاجأ بدوره بالرد الغير متوقع أن تلك الملاعب إسمنتية، قبل أن يقاطعه “لا لا سمح ليا انا سبق ليا خدمتهم”.
المعمول به في ملاعب القرب و الجائز رياضيا و خصوصا كرة القدم هو، إما أن تكون أرضية ملاعب القرب متربة أو رملية أو معشوشبة، أما الأرضية الإسمنتية فهي غير مسموح بها إطلاقا في القاموس الرياضي و الكروي.
قد يقول البعض إن الأرضية المعشوشبة تكلفتها غالية و صيانتها متعبة، و نحن نقول نكتفي فقط بالأرضية الرملية الرطبة …أولا تكلفتها أقل من الإسمنتية و جودتها عالية و ثانيا و هذا هو الأهم مسموح بها رياضيا، لكن السؤال المحير لماذا يصر هؤلاء على الأرضية الإسمنتية رغم تكلفتها العالية و أضرارها الصحية الكبيرة …؟ هل هي شروط المقاول …؟ أم هناك سر دفين وراء هذا الإصرار الكبير على انجاز ملاعب القرب بالاسمنت المسلح الضار بالأطفال خاصة والممارسين عامة على الرغم من وجود حلول أخرى أكثر نجاعة، من جهة سليمة رياضيا و من جهة أخرى منخفضة ماديا.