افتتحت صباح اليوم الاربعاء 02 يناير 2025, بضريح الحاخام “داوود أو دافيد بن باروخ “، المعروف باسم “أغزو نباهمو”، والكائن بتراب الجماعة الترابية تنزرت بدائرة أولاد برحيل ضواحي تارودانت، فعاليات الموسم الديني ” الهيلولة”، الذي دأبت على تنظيمه الطائفة اليهودية حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين من الزمن، وليلة ” الهيلولة ” او ” الهيلوليا ” ومعناها ” سبحوا الله “.
وقد حضر حفل الافتتاح للموعد الديني اليهودي، وفد رسمي وسط تعزيزات أمنيّة مشددة، يتكون من والي جهة سوس ماسة السيد سعيد امزازي ، مرفوقا بعامل إقليم تارودانت السيد مبروك ثابت ورئيس المجلس الإقليمي لتارودانت السيد محمد العباس، ورئيس المجلس العلمي الجهوي الدكتور اليزيد ورئيس المجلس العلمي المحلي السيد عبد الرحمان الجشتيمي، والنائب البرلماني السيد الحسين بورالرحيم ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية وعدد من وسائل الإعلام المحلية والوطنية، قبل أن يتوجه أحد حفدة “دافيد بن باروخ” التاريخيّين، إلى تلاوة القداس اليهودي باللّغة العبريّة، ويتضمن أدعية وأذكاراً، يختتم بالدعاء للأسرة الملكية.
وتمتد الاحتفالات بهذا الموسم لأسبوع تحيي فيه الطائفة اليهودية عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين الديانات السماوية، وهو أيضا فرصة لصلة الرحم بين أفراد الطائفة اليهودية التي تؤكد من خلال هذا الملتقى الديني على إحساسها بمغربيتها وهو ما يعكسه احترام حقها في ممارسة وإحياء عاداتها وتقاليدها الدينية.
ومن المرتقب أن يعرف الموسم هذه السنة توافد المئات من اليهود المغاربة، من جميع الطبقات الاجتماعية، ومن مختلف بقاع العالم على الضريح، لإحياء القداس والاحتفال بليلة «الهيلولة» حول مدفن «داوود بن باروخ» أحد أبناء المنطقة، والذي عاش ودفن بهذه المقبرة منذ حوالي 233 سنة خلت، ويعد هذا الحاخام عند اليهود المغاربة، بمثابة أحد أولياء الله، واعتمد اليهود المغاربة ضريحه، موعدا لإحياء وإقامة ليلة «الهيلولة»، ليلة الاحتفال والدعاء والتوسل والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي.
وتعرف الليلة عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة «الشعالة»، حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، كما يعرف الموسم عملية بيع الشموع، فكل شمعة تباع، يبارك كل فرد من أفراد الأسرة للمشتري، وكذا جمع التبرعات، قبل أن يتوجه الجميع إلى حضور طقس الذبيحة، الذي يعد حدثاً مركزيّا في الاحتفالات.