تارودانت – تفجّرت موجة من الانتقادات داخل الأوساط الجمعوية بجماعة توفلعزت، التابعة لإقليم تارودانت، عقب أشغال دورة ماي الأخيرة للمجلس الجماعي، والتي خُصص خلالها دعم مالي بقيمة 30 ألف درهم لجمعية واحدة فقط، تنشط أساسًا في المجال الرياضي عبر تنظيم دوري لكرة القدم، في وقت تم فيه تجاهل ثلاث جمعيات أخرى تُعنى بأنشطة ثقافية، اجتماعية وتنموية.
القرار، الذي لم يتم صرفه بعد، أثار استغراب فاعلين جمعويين ومتتبعين للشأن المحلي، معتبرين أنه يفتقر إلى مبدأ العدالة في توزيع الدعم العمومي، ويعكس توجهاً أحاديًا في تدبير ملف الشراكات، دون إشراك حقيقي لباقي الفاعلين أو توضيح للمعايير المعتمدة في تخصيص الموارد.
وبحسب مصادر محلية، فإن مجريات الدورة عرفت توجيه النقاش نحو دعم وحيد، دون أي نقاش موسّع حول باقي الجمعيات ونوعية أنشطتها، وهو ما اعتُبر ضربًا لمبدأ تكافؤ الفرص، خاصة أن الجمعيات المُهمّشة تنشط في مجالات لا تقل أهمية عن الرياضة، وتُساهم بشكل ملموس في التنمية المحلية.
وقد عبّر عدد من النشطاء الجمعويين عن تخوّفهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى شرخ داخل النسيج الجمعوي المحلي، وتقويض الثقة في المؤسسات التمثيلية، إذا ما استمر تغليب منطق الولاءات أو الحسابات الضيقة على مصلحة المجتمع المحلي.
وطالب هؤلاء بإعادة النظر في القرار قبل المصادقة النهائية عليه، وباعتماد مقاربة تشاركية وشفافة تُراعي تنوع النسيج الجمعوي المحلي، وتضمن استفادة عادلة من الدعم العمومي، بما يُسهم في تعزيز العمل التشاركي، وتحقيق التنمية المنشودة في مختلف المجالات.
ويبقى مصير هذا الدعم معلقًا بردّ فعل المجلس الجماعي، ومدى استعداده لمراجعة توجهاته، والانفتاح على مقترحات المجتمع المدني لضمان تسيير أكثر إنصافًا وتوازنًا.