عاد ملف المتصرفين التربويين بإقليم تارودانت ليطفو على سطح التوتر الاجتماعي داخل المنظومة التعليمية، بعد أن قررت تنسيقيتهم النقابية تعليق كافة المهام المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح، والدخول في مسار تصعيدي جديد، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”تجاهل الوزارة لملفهم المطلبي”.
الخطوة التصعيدية لم تأت من فراغ، بل جاءت تتويجًا لاجتماع تنسيقي انعقد يوم السبت 13 أبريل 2025، وخلص إلى تسجيل ما اعتبره المجتمعون “حالة تذمر غير مسبوقة” تسود بين المتصرفات والمتصرفين بالإقليم، نتيجة تراكم الضغوط المهنية وتعدد المهام الموكلة لهم دون سند تحفيزي أو حماية قانونية، في مقابل تهميش ملفهم المطلبي وتقزيم دورهم داخل المؤسسات التعليمية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه وزارة التربية الوطنية الصمت إزاء هذا الاحتقان، يؤكد التنسيق النقابي أن المتصرفين التربويين لم يعودوا قادرين على الصبر، في ظل شعور متزايد بالحيف والتجاهل، ما يفتح الباب واسعًا أمام سيناريوهات تصعيد غير محمودة العواقب.
بيان التنسيق حمّل الوزارة مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع في حال استمرار التجاهل، داعيًا إلى العودة إلى منطق الحوار المؤسساتي عوض “الإملاءات الفوقية”. كما ندّد بما وصفه بمحاولات النيل من المكانة الاعتبارية للمتصرف التربوي، مستنكرًا في الآن ذاته ما يتعرض له بعضهم من اعتداءات خلال أداء مهامهم، دون أي تفعيل فعلي للحماية القانونية.
مطالب معلّقة منذ سنوات
على رأس لائحة المطالب التي رفعتها التنسيقية: إخراج نظام أساسي خاص، الرفع من التعويضات، إحداث درجة جديدة للترقي، معادلة دبلوم التكوين الإداري بشهادة الماستر، إلى جانب تسوية الوضعيات الإدارية والمالية وتحسين ظروف الاشتغال. كما تشمل المطالب مراجعة التعويضات عن السكن والتنقل، وإحداث تعويضات جديدة خاصة بمؤسسات الريادة والامتحانات، فضلًا عن تعزيز الموارد البشرية بالمؤسسات التعليمية.
محليًا، لم يفت التنسيق النقابي التطرق لجملة من الإشكالات البنيوية، من قبيل تأخر صرف المستحقات، ضعف التجهيزات بالمؤسسات، انعدام الأمن، وانغلاق مكاتب الضبط بعدد من الجماعات الترابية.
وقفة احتجاجية واستقالات جماعية مرتقبة
في هذا السياق، أعلن التنسيق عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المديرية الإقليمية بتارودانت يوم الخميس 17 أبريل 2025، كخطوة أولى ضمن مسلسل تصعيدي مفتوح، يتضمن كذلك مواصلة مقاطعة الاجتماعات والتكوينات المتعلقة بمشروع المؤسسة المندمج، والتأهب الجماعي لتقديم استقالات جماعية من جمعية دعم مدرسة النجاح، في رسالة احتجاج قوية موجهة للجهات الوصية.
وإذ يُذكّر التنسيق بأن مطالب المتصرفين التربويين ليست محل مساومة أو انتظار، يؤكد على أن النضال هو الخيار الوحيد المتبقي في غياب الإرادة السياسية لمعالجة هذا الملف، ملوّحًا بمزيد من الخطوات إن اقتضى الأمر، تحت شعار: “وما لا يأتي بالنضال، يأتي بمزيد من النضال”.