لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع ناجح في ظل تفرق جهود الأفراد وتبعثرها؛ فالفاعل الذي يدرك سبب وجوده، يدرك كذلك ضرورة تعاونه وتماسكه مع جماعته التي ينتمي إليها. فالتماسك الاجتماعي يضمن لنا استمرار ودوام العلاقات الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين والجمعويين بجماعة تمنارت يُعبِّدون الطريق لقدوم مولود حديث، كرقم جديد ينضاف إلى قائمة التنظيمات التمنارتية. وكانت الفكرة لصاحبها *عمر براني* الذي اجتهد في طرحها. ولقيت استحسانا واسعا وبدأت بلورتها وتنزيلها من طرف ثلة من رجال المواقف الصعبة.
أطلقت المبادرة أولى صرخاتها يوم 16 يناير 2022 بمنزل الحاج عبد الله أبو الغنم -الرباط- الذي استقبل الوفد بحفاوة وكرم. وكان الاجتماع بدأ بشرح سياق وحيثيات الفكرة، كي تكون الرؤية والرسالة موحدة لدى الجميع.
إنها مؤسسة تمنارت للتضامن الاسم الذي اتفق عليه الجميع؛ مؤسسة ستجمع خيرة ما انجبته تمنارت من رجال الأعمال، سيتحد الكل تحت مظلة هذا التنظيم الجديد الذي سيعزز العمل الجمعوي والخيري بتمنارت عن طريق تنويع وابتكار آليات وسبل جديدة في التنزيل والممارسة؛ وما سيضمن هذا الإنفراد هو تدقيق وحصر أعضاء المؤسسة؛ حيث ستقتصر في ضم رجال الأعمال فقط. ورفع سقف المساهمة إلى ما دون 5000 درهم كانخراط سنوي. وستختص المؤسسة في تقديم يد العون لجميع دواويير تمنارت بدون استثناء، كما أنها ستساهم في تنظيم أعمال خيرية ذات أهمية كبرى كتلك التي تحتاج إلى اعتمادات مهمة. وأيضا ستساهم في توفير خدمات القرب وتسهيل ولوجها. وكذلك تضميد الجروح وترميم التشقق والتصدع الذي أصيب به النسيج الجمعوي بتمنارت تحت شعار *مصلحة تمنارت أولا*.
في ضيافة الحاج الحسين أدراز يوم 13 فبراير 2022 نُظم لقاء ثان لوضع لمسات أخيرة تهم ملامح مؤسسة تمنارت للتضامن وتسطير أهدافها الكبرى ومجال تدخلها بالتدقيق. كما اتفق الجميع على جعل شهر مارس الجاري شهر الميلاد الفعلي لهذه المؤسسة لبدء عملها وتنزيل خططها، وسيحظى منزل الحاج الحسن بنسي الكائن بمدشر تگجگالت بشرف احتضان هذا التأسيس في غضون الأيام القليلة المقبلة. وحسب معطيات أولية من مصادرنا الخاصة؛ فرئاسة المؤسسة ستحسم لصالح الحاج الحسين أدراز أو الحاج الحسن بنسي.
لقد وضعت المؤسسة على عاتقها حملا ثقيلا يستدعي جهدا كبيرا؛ لاسيما في ظل الظروف المزرية الصعبة التي يعرفها ربوع المملكة بسبب تداعيات فيروس كورونا.
1_ يا ترى هل سيكون التأسيس يسيراً؟
2_ إلى أي حد ستحقق المؤسسة أهدافها؟
3_ هل ستنجح المؤسسة في إصلاح ما أفسدته السياسة؟
4_ ألا يمكن القول بأن تأسيس هذه المؤسسة هو إعلان صريح لفشل المؤسسات الرسمية ؟
5_ هل سيعتمد الفاعل السياسي على هذه المؤسسة في تسطير برنامج عمل الجماعة ال(PAC) ؟
6_ هل ستفتح الجماعة المحلية جسور التواصل والتشاور مع المؤسسة؟
7_ وما هي ضمانات عدم تسييس المؤسسة في قادم الأيام؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها …
أدعو الجميع للتفاعل معها …
أو نترك الزمن ليجيب عنها…
🖋️بقلم الحسن هداري