اختار كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة، أن يُغرق كلمته في افتتاح الدورة الأولى للمنتدى الدولي للصناعة والخدمات، المنظم اليوم الإثنين 5 ماي 2025 بأكادير، في عبارات المديح والمجاملة، واضعًا الوالي سعيد أمزازي في مرتبة “أحسن والي جهة بالمغرب”، ومشيدًا بمساهماته في التنمية الاقتصادية بالجهة.
لكن اللافت أن أشنكلي كرّر نفس الأسلوب الذي اتبعه مع الوالي السابق أحمد حجي خلال حفل وداعه، ما جعل البعض يتساءل عن خلفيات هذه “التصريحات العاطفية” المتكررة، وهل تعكس قناعة حقيقية أم مجرد محاولة لـ”ترقيع” صورته المهزوزة.
وبعد الغياب غير المفهوم عن حفل افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بمكناس الذي ترأسه ولي العهد الأمير مولاي الحسن، عاد أشنكلي ليحاول، على ما يبدو، تدارك الأمر وترميم صورته أمام وزارة الداخلية، التي لا شك أنها دونت تقاريرها حول هذا السلوك.
ولم تتوقف المجاملة عند الوالي، بل امتدت لعدد من المسؤولين، وفي مقدمتهم رفيقه ويده اليمنى إدريس بوتي رئيس لفرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة سوس ماسة، وعبد العاطي مروان المدير العام السابق للمكتب الجهوي للاستثمار سوس ماسة، وكنزة كصيب المديرة العامة الحالية للمركز، وسعيد ضور رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة، و عدد من الفاعلين بالجهة.
والحقيقة أن “فضيحة مكناس” ليست سوى واحدة من تجليات فشل أشنكلي على رأس مجلس جهة سوس ماسة، إذ أن حصيلته بعد ثلاث سنوات من الولاية تُظهر تعثرًا واضحًا في تنزيل المشاريع الكبرى المبرمجة ضمن برنامج التنمية الجهوية، وعلى رأسها الأوراش التي تم التوقيع عليها أمام الملك محمد السادس في إطار مخطط التسريع الصناعي، والتي ظلت حبيسة الرفوف أو التنفيذ البطيء.
في المقابل، لا يجد رئيس الجهة حرجًا في التنويه المتكرر بالمسؤولين الترابيين والمؤسساتيين، وكأنّ المجاملات تعفيه من مسؤولية التدبير، أو تُنسي الرأي العام إخفاقاته المتراكمة.
ويبقى السؤال المطروح، هل تكفي عبارات الثناء والمديح لتجاوز غياب غير مبرر وغير مفهوم عن تظاهرة وطنية برمزية عالية؟ أم أن الأمر يستدعي مساءلة حقيقية لرجل فشل في إدارة واحدة من أهم الجهات المغربية؟ الجواب، ربما، ستكشفه التقارير الرسمية في قادم الأيام…