تخرجت فاطمة الزهراء شخماني من المعهد الملكي للإدارة الترابية عام 2014، رمت بها الأقدار إلى المنطقة الشرقية، وفي أول تعيين لها أصبحت رئيسة للملحقة الإدارية الحادية عشرة بوجدة. كانت فاطمة الزهراء تعلم أنها أمام اختبار عسير في تجربة بالعمق الشرقي للمملكة.
هي من مواليد سنة 1987 بالدار البيضاء، حاصلة على الماستر في العلاقات الاقتصادية الدولية، خريجة المعهد الملكي للإدارة الترابية الفوج 49، راهنت على القيادة وأصرت على تنفيذ سلطة القرب والتنمية في مدينة عانت الكثير من بعدها ومن وقف التهريب بينها وبين مدن الجزائر الحدودية. كانت القائدة البيضاوية مسلحة في مهمتها بما راكمته من دروس في العلاقات الاقتصادية الدولية.
بعد قضاء أربع سنوات في مهمتها بوجدة، انتقلت في إطار حركة انتقالية إلى مدينة اليوسفية، كان ذلك صيف 2018، في يوم عرفت فيه «لويس جانتي» أعلى درجات الاختناق. كانت تعلم وهي تتلقى قرار تعيينها رئيسة لملحقة إدارية بباشوية اليوسفية، أن تجربتها مع الوالي امهيدية في وجدة تكفي لتخطي الصعاب في مدينة يزحف فيها الفقر على بطنه.
آمنت بالعمل الميداني، وتكبدت من أجل تحرير الملك العمومي خدوشا في هيبتها كممثلة للسلطة، لكنها ظلت حاضرة في منطقة نفوذها التي تضم بؤر توتر حقيقية، واجهتها بالتواصل السهل الممتنع وبالمزج بين الصرامة والليونة عند الضرورة الإنسانية.
في عملها اليومي أثناء حالة الاستثناء التي يشهدها العالم جراء تفشي وباء كورونا، تعرضت القائدة البيضاوية لكثير من الاستفزازات وصلت إلى حد الاعتداء عليها وهي تقوم بعملها، في حي خلف السكة الحديدية بالملحقة الإدارية الثالثة بمدينة اليوسفية، من طرف شاب استعمل قطعة زجاجية أصابتها في بطنها. وحسب مصدر من عين المكان، فقد كانت دورية من السلطات العمومية تترأسها القائدة نفسها مكونة من أفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة، تقوم «بإخلاء الناس من الشارع العام لتطبيق توجيهات وقرارات الدولة، وفي الوقت ذاته توزيع وثيقة الخروج على عامة السكان لقضاء أغراضهم، للحد من انتشار وباء فيروس كورونا».
تم اعتقال الشاب من طرف عناصر الأمن بالمقاطعة نفسها، ولكن القائدة لم تخلد إلى الراحة الصحية، بل استمرت في عملها، حيث كانت تجوب شوارع المدينة وخاصة منطقة نفوذها الترابي، وتمزج الحزم بالسخرية أحيانا، خاصة حين طلبت من «شوافة» التزام بيتها وعدم الخروج إلى الشارع العام، أو قراءة فنجان كورونا للحد من انتشاره أو معرفة موعد اختفائه.
مصدر/ يومية الأخبار